
أعلنت باكستان أنها اعترضت بنجاح صاروخا بعيد المدى من طراز 400N40E أطلق من نظام الدفاع الجوي الهندي S-6 فوق أراضيها باستخدام نظام الدفاع الجوي بعيد المدى HQ-9P الصيني الصنع. ويأتي هذا الزعم وسط الاستخدام المكثف لشبكة الدفاع الجوي الهندية، وسط تصاعد التوترات في المنطقة في الأيام الأخيرة.
أنظمة الدفاع الجوي في حالة تأهب في المنطقة
تعمل شبكة الدفاع الجوي الهندية بكامل طاقتها ضد الهجمات الأخيرة بالصواريخ الباليستية والطائرات بدون طيار القادمة من باكستان. وتُظهر الصور مفتوحة المصدر وتقارير وسائل التواصل الاجتماعي أن القوات الهندية تستخدم بنشاط أنظمة الدفاع الجوي من الجيل الجديد والقديم لمواجهة هذه التهديدات. وتظهر صور الحطام من المنطقة بقايا صواريخ اعتراضية مختلفة، بما في ذلك شظايا صاروخية يعتقد أنها تنتمي إلى أنظمة الدفاع الجوي 9M96E وBarak-8 وحتى أنظمة الدفاع الجوي الأقدم S-125. ويكشف هذا الوضع بوضوح مدى كثافة وتعقيد المجال الجوي في المنطقة.
باكستان تزعم اعتراض صاروخ إس-400
وفي ظل هذه الأجواء من التوتر الشديد، لفتت باكستان الانتباه عندما زعمت أنها اعترضت صاروخا هنديا من طراز إس-400 فوق أراضيها بنظام الدفاع الجوي بعيد المدى. وبحسب تصريحات مصادر دفاعية باكستانية، فإن الصاروخ الذي تم اعتراضه كان من نوع 400N40E، وهو أطول صاروخ اعتراضي مدى نشرته الهند مع نظام الدفاع الجوي الروسي الصنع S-6. وإذا تأكد هذا الادعاء، فقد يدخل التاريخ باعتباره مثالاً نادراً على الاشتباك بين أنظمة الدفاع الجوي الحديثة.
منطقة وتوقيت الحادث
وقالت مصادر باكستانية إن الحادث وقع بالقرب من بلدة دينغا في إقليم البنجاب الباكستاني. تقع هذه المنطقة بالقرب من قاعدة أدامبور الجوية، إحدى القواعد المهمة للقوات الجوية الهندية. وقال مسؤولون باكستانيون إن الصاروخ 40N6E أطلقته الهند ردا على التهديدات وسط تصاعد الأعمال العدائية، لكنه دخل بطريقة ما المجال الجوي الباكستاني. ويثير هذا الوضع تساؤلات حول ما إذا كان هناك خطأ في هدف الصاروخ أو خلل فني.
نظام الدفاع الباكستاني: HQ-9P صيني الصنع
وبحسب موقع Defence Blog، فإن نظام الدفاع الجوي الباكستاني الذي تصدى لهذا الصاروخ الهندي هو نظام HQ-9P الذي قدمته الصين. ويعرف هذا النظام بأنه منصة دفاع جوي بعيدة المدى يتمتع بخصائص مشابهة لسلسلة S-300 الروسية. ويشير محللون دفاعيون إقليميون إلى أنه إذا تأكد هذا الادعاء، فسيكون هذا أول حادث معروف يعترض فيه نظام الدفاع الجوي HQ-9 صاروخًا أطلقه بطارية S-400. بالإضافة إلى ذلك، يعتبر الاشتباك بين أنظمة الدفاع الجوي (ADS vs. ADS) حدثًا نادرًا جدًا في جميع أنحاء العالم. ومع ذلك، لا يوجد حتى الآن أي تحقق مستقل بشأن هذا الحدث الوقائي.
لم يصدر بيان من الهند حتى الآن
ولم تصدر السلطات الهندية حتى الآن أي بيان رسمي بشأن هذا الادعاء الصارخ من جانب باكستان. ولم يؤكدوا على وجه الخصوص استخدام منظومة إس-400 في أي عمليات حديثة. ومع ذلك، هناك تكهنات مستمرة حول حطام الصاروخ الاعتراضي الذي تم انتشاله من الموقع، وما هو هدفه ولماذا ربما انحرف عن مساره نحو الأراضي الباكستانية. ويمكن أن يكون تحليل حطام الصاروخ أمرا حاسما لكشف ملابسات الحادث.
السيناريو المحتمل لباكستان
ويشير مسؤولون باكستانيون إلى أن الصاروخ الاعتراضي 400N40E الذي أطلق من نظام الدفاع الجوي الهندي S-6 كان من المرجح أن يستهدف ضرب أهداف متعددة في ضربة انتقامية. لكن مصادر باكستانية قالت إنه بسبب خطأ في التقدير أو خلل فني، أخطأ الصاروخ هدفه وانحرف عن مساره ودخل المجال الجوي الباكستاني. كما تمكن نظام الدفاع الجوي الباكستاني HQ-9P من اكتشاف هذا الصاروخ المقلاعي والتعامل معه وتدميره بنجاح. يقدم هذا السيناريو تفسيرا محتملا لكيفية وقوع الحادث، لكنه يبقى مجرد افتراض دون التحقق المستقل.
الأهمية من حيث الأمن الإقليمي
ومن شأن هذا الادعاء من جانب باكستان أن يزيد من تعقيد الوضع الأمني المتوتر بالفعل في منطقة جنوب آسيا. وإذا كان هذا الادعاء صحيحا، فإن هذه الحادثة من شأنها أن تثير أسئلة مهمة حول مدى فعالية أنظمة الدفاع الجوي الحديثة ضد بعضها البعض. وعلاوة على ذلك، فإن المواجهة بين أنظمة الدفاع الصينية والروسية الصنع في بيئة الصراع قد تخلق وضعا حيث سيتم فحص هذه البلدان عن كثب من حيث تكنولوجياتها واستراتيجياتها الدفاعية. ومن المتوقع أن يراقب المجتمع الدولي وخبراء الدفاع عن كثب الأدلة المستقلة لإثبات هذا الادعاء. ومن الممكن أن يكون لتأكيد هذه الحادثة آثار كبيرة على توازنات القوى الإقليمية والاستراتيجيات العسكرية المستقبلية.